مقابلات مع سـمـوه - 19 فبراير, 2011
حديث محمد بن راشد لوكالة أنباء الإمارات بمناسبة معرض "آيدكس 2011"
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أن معرض آيدكس 2011، هو توأمة لمعرض دبي للطيران ومكمل له في التطور النوعي والنجاح والشهرة والسمعة الطيبة التي يحظى بها المعرضان في الأوساط الدولية والإقليمية على حد سواء.
وفي ما يلي نص الحديث الذي أدلى به سموه لوكالة أنباء الإمارات:
إن معرض أبوظبي الدولي للدفاع " آيدكس 2011" يكتسب أهمية وشهرة واسعة في أوساط الدول والشركات المصنعة والمنتجة لأسلحة ومعدات الدفاع، نظراً لما يمثله هذا المعرض من نافذة تطل منها هذه الدول والشركات العالمية على أسواق المنطقة ويمثل في ذات الوقت منصة لعرض أحدث ما أنتجته المصانع وما توصلت آلية تكنولوجيا الصناعات العسكرية أمام الباحثين عن كل ما هو جديد من دول وحكومات في المنطقة من أجل تزويد قواتها المسلحة بالمعدات والأسلحة الدفاعية التي تحتاجها في الدفاع وحماية أراضيها واستقلالها وثرواتها الوطنية.
ومعرض آيدكس 2011 في دورته العاشرة، سيشهد عرضاً جديدا لأجهزة دفاع الكترونية وأسلحة متطورة قد لا تكون عرضت في أي مكان قبل ذلك، ما يتيح لدول المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرصة للإطلاع على هذه المنتجات الدفاعية الحديثة وشرائها من خلال الصفقات التجارية التي يشهدها المعرض كل عام.
إننا في دولة الإمارات لا ننظر إلى معرض آيدكس أو معرض دبي للطيران كمنصتين لسباق التسلح في المنطقة كما يزعم البعض، بل ننظر إليهما من ناحية تجارية وسياحية وتقنية بحتة نظراً للتنوع في الحضور والمشاركة في هذين المعرضين اللذين اكتسبا شهرة عالمية واسعة وثقة كبيرة في أوساط العارضين والمستهلكين، ما يجعل من دولة الإمارات ملتقى للناس من مختلف الأجناس وبوابة عبور بين الشرق والغرب ناهيك عن الخبرة والمعرفة اللتين يكتسبهما رجال قواتنا المسلحة وأجهزتنا الشرطية التي تتعرف عن قرب على العلوم والتقنيات العسكرية التي تحتك بالخبراء والمدربين الذين يأتون من كل دول العالم المصنعة والمصدرة لهذه التكنولوجيا العسكرية.
ومعرض آيدكس 2011 الذي يطل علينا بعد أيام هو توأمة لمعرض دبي للطيران ومكمل له في التطور النوعي والنجاح والشهرة والسمعة الطيبة التي يحظى بها المعرضان في الأوساط الدولية والإقليمية على حد سواء فاستمرارية "آيدكس" بهذا الزخم وهذا التطور وحجم الإقبال من الدول والشركات والمصانع والأفراد، إنما يدلل على نجاحه وقوة وجودة وترسيخ إقدامه كحدث اقتصادي وسياحي وتقني عالمي، له مكانته على صعيد صناعة المعارض التجارية والعالمية وله ثقله كملتقى حضاري يتعرض زواره من خلاله إلى حضارة شعبنا ومعالم بلادنا التاريخية حديثها وقديمها وعاداتنا وثقافاتنا العربية والإسلامية.
ونحن على ثقة بأن معرض هذا العام سيشهد إقبالاً وزيادة في نسبة العارضين والزوار لأنه يحمل في طياته الجديد في عالم الصناعات الدفاعية والتجهيزات العسكرية.
إن نجاح صناعة المعارض في دولتنا بكافة أنواعه، التجارية والسياحية والصحية والثقافية والعلمية وغيرها إنما يعود لأسباب عديدة أهمها سياسة قيادة دولتنا المتوازنة إن على صعيد الأحداث الإقليمية والدولية أم على صعيد الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني الذي تنتجه دولتنا منذ تأسيسها في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومازال هذا النهج نبراس سياستنا التي يقودها أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة " حفظه الله" وسدد خطاه على طريق العزة والشموخ الوطني والسلام.
أما أسباب النجاح الأخرى من بينها الموقع الجغرافي لدولتنا العزيزة الذي يتوسط خريطة العالم وسهولة التواصل بين الناس دول وشعوب ووسائل النقل والاتصال الحديثة التي تختصر المسافات وتجعل من الإمارات الوجهة الأولى للشركات ورجال الأعمال والزوار الذين يهمهم الوصول إلى موقع الحدث بسرعة ويسر شديد دون عوائق أو معاناة، ناهيك عن التسهيلات الحكومية التي تتوفر لأي كان من المستثمرين والشركات ورجال المال والأعمال والباحثين عن فرص العمل والتسويق والاستثمار والترويج والتسوق والعيش الآمن في مجتمع متنوع الأعراق والثقافات.
إننا في دولة الإمارات قيادة وحكومة نعتز بما وصلت إليه بلادنا من سمعة طيبة وراسخة إقليمياً ودولياً، وفخورون بشبابنا وكفاءاتهم وخبرتهم في شتى القطاعات، ما يجعلهم جديرين بثقتنا كقيادة وقادرين على تحمل مسؤولياتهم في قيادة الأعمال والمهام الموكلة إليهم، والمعارض باتت من أهم الصناعات التي يتقن إدارتها وتشغيلها أبناء وبنات الوطن وهذا سبب رئيسي آخر يسهم في ترسيخ ثقة الآخرين بمؤسساتنا وشبابنا وبالأمن والاستقرار الذي يشكل جاذبا لرؤوس الأموال وللشركات والأفراد.
وأما الاستعدادات للدورة القادمة لمعرض دبي للطيران فهي قائمة وتجري على قدم وساق من قبل القائمين على المعرض من منظمين ومروجين وأجهزة أمنية وإعلامية ولوجستية، لأن قبل هذا الحدث بهذا الحجم والأهمية يحتاج إلى مثابرة ومتابعة من قبل كافة المعنيين جهات وأفرادا حتى يخرج بما يليق بسمعته وشهرته العالمية التي اكتسبتها على مدى أكثر من عشرين عاما، أمامنا حوالي تسعة أشهر لاستقبال الحدث العالمي هنا على أرض إمارات المحبة والتسامح والسلام وإن غدا لناظره قريب.