قبيلة بني ياس من أعرق القبائل في جنوب الجزيرة العربية وتعود أصولها إلى ياس بن عامر، الذي يعود نسب قبيلته إلى قبيلة نزار بن معد بن عدنان.
وبسبب كبر أعدادها وبراعتها العسكرية وولائها الثابت لحلفائها؛ سعى كثير من القبائل الأخرى إلى الالتحاق ببني ياس طلبًا للحماية والأمن، وباعتبارها أهم قبائل الإمارات وأغزرها عددًا، تتكون قبيلة بني ياس من نحو 20 فرعًا مختلفًا."
وكانت القبيلة في الأصل تتمركز حول واحة ليوا، بينما انتقل فرع آل بو فلاح إلى أبوظبي في عام 1793م واستوطنوا بها ومنهم انحدرت عائلة آل نهيان الذين هم حكام أبوظبي في هذه الأيام.
وقديمًا كان أفراد قبيلة آل بو فلاح "يقضون فترة الشتاء مع إبلهم في الصحراء، وكان كثير منهم يذهب لصيد اللؤلؤ خلال فصل الصيف في قوارب غيرهم من قبيلة بني ياس، وكان آل بو فلاح أول من حازوا أملاكًا في واحة البريمي، وقد استمر أفراد العائلة الحاكمة في ممارسة هذه السياسة بشكل منهجي حتى يومنا هذا."
[1] من أهم الخصائص التاريخية المثيرة للإعجاب لآل مكتوم انفتاحهم على المواطنين وعلى التجارة مع العالم الخارجي، ومن فروع بني ياس الأخرى: الرميثات التي كانت تعتمد كثيرًا على صيد الأسماك واللؤلؤ؛ مثلهم في ذلك مثل آل بو مهير.
وكان فرع القبيسات واحدًا من أكبر القبائل التي استوطنت واحة ليوا، كما عاش أفراد فرع المزاريع - وهو أكبر الفروع البدوية من قبيلة بني ياس - في تجمعات واحة ليوا وكانوا يعتمدون في معيشتهم على الإبل وقوارب صيد اللؤلؤ، ثم في النصف الأول من القرن العشرين - عندما ولت أيام تربية الإبل - اعتمدوا على زراعة النخيل.
ويمثل فرع الهوامل قسمًا كبيرًا من السكان الدائمين أو شبه الدائمين في قرى واحة ليوا، وكان كثير من أفراده يمتلكون الماعز أو الأغنام؛ وهو ما جعلهم يلزمون جوار بيوتهم، كما كانوا يمتلكون القوارب وكان لهم نصيب في صناعة صيد اللؤلؤ، مثله مثل فرع الهوامل؛ كان فرع المحيربة يضم أفرادًا من البدو الرحل والمستقرين، وكان كثير من عائلاتهم يشارك في صيد اللؤلؤ، وكانوا يمتلكون أسطولاً صغيرًا من 40 قاربًا لصيد اللؤلؤ.
وكان المشاغين - وهو فرع من فرع آل بو مهير - يكثرون في دبي، وكان هذا الفرع عبارة عن جماعة صغيرة من الأسر البدوية في معظمها.
أما السودان فكان فرعًا كبيرًا انتشر بطول الساحل، ولما كانوا يعتمدون على البحر في معيشتهم؛ فقد لعب أفراد فرع السودان دورًا مهمًّا في صيد اللؤلؤ والأسماك والتجارة.
"لقد كان هذا الاتحاد القبلي أساس إنشاء دولة أمة في أرض واسعة ومتباينة كثيرًا من الناحية الجغرافية"، ويرجع تماسك وصلابة هذا الاتحاد إلى عدد من الخصائص التي تميزت بها قبيلة بني ياس؛ أولها وأهمها: أن الفروع والجماعات الحليفة لم تكن تعيش بشكل مستقل؛ بل كانت تتشارك وتختلط وتتزاوج فيما بينها في قرى ليوا، وأبرمت ترتيبات كان بدو أحد الفروع يرعى بموجبها إبل الفرع الآخر، وكان من لا يمتلكون قواربًا لصيد اللؤلؤ يستخدمون قوارب الفروع الأخرى وثانيها: كان بعض الأفراد من معظم أسر بني ياس يعيشون بشكل دائم في مدينة أبوظبي؛ ولذا دائمًا ما كانت الفروع المختلفة تمتزج معًا بسهولة بالغة في هذه المدينة".
وكما يليق بقبيلة انحدر منها كثير من الأسر النبيلة؛ يشتهر أفراد قبيلة بني ياس برعايتهم للفنون الأدبية وانخراطهم فيها، كما أنهم مشهورون بسخائهم وكرم ضيافتهم وفروسيتهم، كما كان أجدادهم البدو من قبل.