نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ندوة "جائحة كورونا وأثرها في جهود محو الأمية" بالتعاون مع مكتب 16 سبتمبر 2020
مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تناقش أثر جائحة كورونا في جهود محو الأمية
نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ندوة "جائحة كورونا وأثرها في جهود محو الأمية" بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية.
شارك في الندوة سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة والدكتور إدريس حجازي الأخصائي الإقليمي لبرامج التربية الأساسية بالمكتب الإقليمي لليونسكو والدكتورة نجوى غريس، أستاذة جامعية بالمعهد العالي للتربية والتكوين المستمر جامعة تونس والدكتور أحمد أوزي، أستاذ علم النفس وعلوم التربية في جامعة محمد الخامس بالرباط وأدار الندوة الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وبرزت مبادرة "تحدي الأمية" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "ر عاه الله"، من بين الإسهامات الرائدة التي عكفت على تنفيذها المؤسسة في سبيل مجابهة آفة الأمية ومساعدة أكثر من 30 مليون أمي عربي على ولوج عالم المعرفة والاستضاءة بإشراقات العلم لخلق بيئة خصبة مهيأة للتنمية المستدامة. ولا ريب أنَّ تعليم الكبار مطالب بالعمل على تحقيق ديمقراطية تربوية يشارك فيها جميع النساء والرجال مشاركة فعالة في بناء مجتمعهم ويكونون فيها قادرين على تحقيق مشروعاتهم وتطلعاتهم الفردية والجماعية.
وأكد سعادة جمال بن حويرب في كلمته خلال الندوة أن القضاء على الأمية كان من أولويات المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم
عند قيام الاتحاد والآن وصلت الإمارات إلى مرحلة محت خلالها الأمية في مجال أنظمة الحاسب الآلي والبرامج .. موضحا أن نجاح دولة الإمارات في مجال محو الأمية يعود إلى القيادة الصحيحة والاستمرار بالعمل الدؤوب من أجل رفعة الشعب وأن هذه الجهود أثمرت تصدُّر الإمارات لـ50 مؤشرا عالميا إلى جانب معظم المؤشرات على الصعيد العربي.
وأضاف بن حويرب أنه من خلال الشراكة الاستراتيجية مع مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى إزالة العوائق أمام نشر المعرفة وبتضافر الجهود وترسيخ الحوار مع مختلف الشركاء في المنطقة والعالم بحثنا عن حلول عملية من شأنها أن تحدث تغييرا حقيقيا في واقع التعليم وتسهم في تعزيز المعرفة في مجتمعاتنا وتدعم مسيرتنا نحو التنمية المستدامة وسبل الارتقاء بالإنسان.
ولفت إلى ان الأمية تعد من أهم العوائق التي تعطل أي خطة تنموية ترتقي بالأوطان وتنهض بالشعوب وهذا ما يؤكد أنه قد حان الوقت كي نتعامل مع الأمية كمشكلة رئيسة في وطننا العربي وإن درس كورونا مفاده أنه لا مجال لأي تحديات مهما بلغت من إيقاف عجلة التنمية والازدهار وما دولة الإمارات إلا أكبر شاهد على ذلك.
ومن جانبه أوضح الدكتور إدريس حجازي أن استبيان اليونسكو حول تعليق الدراسة الذي أثر بشكل تراوح بين السلبي جدا والسلبي في الدارسين الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة وذلك على الرغم من رغبة هؤلاء باستكمال التعليم ..موضحا أن الخطوات الأساسية اللازمة لاستئناف برامج تعليم الكبار.
ومن جهتها ذكرت الدكتورة نجوى غريس أنه في ظل الجائحة يجب تحويل السياسات إلى أفعال وذلك عبر اعتماد التكنولوجيات الجديدة بهدف خلق بيئة مستدامة لمحو الأمية وتعزيز مستويات الإلمام بالقراءة، لافته إلى أن جائحة كوفيد 19 تضعنا أمام تحديات كبيرة: بعضها قديم وبعضها مستجد فنحو 773 مليون شاب وبالغ "ثلثاهم من الإناث" على مستوى العالم يفتقرون إلى المستويات الأساسية لمحو الأمية والحساب مما يجعلهم يواجهون صعوبات متعددة من مخاطر سوء التغذية والمشكلات الصحية والبطالة والاستبعاد من المشاركة المجتمعية كما أنهم الأكثر عرضة للعدوى والإصابة بالمرض لعدم قدرتهم على متابعة واستيعاب وتطبيق الإجراءات الوقائية المطلوبة.
ومن جهته أوضح الدكتور أحمد أوزي أن معنى محو الأمية في عصرنا ليس مجرد القدرة على القراءة والكتابة أو حتى مجرد استخدام التكنولوجيا بل لكي يمحو المرء أميته في القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون على استعداد للتعلم الدائم والمستمر والتكيف مع العديد من مجالات الحياة والبيئات والمواضيع المختلفة.
وصرح الدكتور أوزي "إننا لم نعد أمام أمية واحدة وهي الأمية الأبجدية وإنما أضيفت إليها أمية أخرى وهي الأمية الرقمية خاصة أن الحاجة تشتد إلى المهارات الرقمية ذلك أن 90 بالمائه من وظائف المستقبل تحتاج إلى المهارات الرقمية والمشكلة أن هاتين الأميتين أو الفجوتين أو الوبائيين اللذين تعاني منهما العديد من الأقطار العربية أضيف إليهما وباء ثالث هو وباء كورونا.