5 فبراير, 2018
مستقبل الإعلام الوطني
على غرار كل حدث يهدف إلى الارتقاء بأي من القطاعات، تتقدم قيادتنا الرشيدة الصفوف بكل ما يشكله ذلك من دعم ورعاية واحتضان لكافة المبادرات الهادفة إلى تعزيز المسيرة الوطنية ورفد ريادتها، ولاشك أن الإعلام في وطن الريادة قد تخطى دوره التقليدي كمواكب للأحداث منذ زمن طويل، وبات شريكاً وفاعلاً رئيسياً في النهضة الشاملة التي يشهدها الوطن وتبني قضاياه وشرحها والتعريف بها على الصعد كافة، رغم المهام الكبيرة والمسؤوليات المضاعفة المطلوبة منه حاضراً ومستقبلاً، وأخذ موقعه بوصفه صوت الإمارات بكل ما تمثله من ريادة ومكانة عالمية، وما يستوجبه ذلك من مسؤولياتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، للتعريف بسياستها وثوابتها والقضايا والتحديات كافة، إذ إن الإعلام هو مرآة تعكس المسيرة والإنجازات والعمل وفق الاستراتيجيات التطويرية المرنة لترسيخ القدرة على مواكبة الطموحات والأهداف الكبرى، وجعل منصات الإعلام الوطني بمختلف أنواعها قادرة على تأدية واجبها بالشكل الأمثل.
تشريف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، ومشاركة سموه في خلوة مستقبل الإعلام الإماراتي وتوجيهاته السامية والاستماع للأفكار والمبادرات وتأكيد الثوابت وتركيزه على الاستفادة من قدرات الشباب وطاقاتهم المبدعة والخلاقة، كان له أعظم الأثر في إنجاح الخلوة والمخرجات التي تتوافق مع رؤية القيادة الحكيمة لمستقبل الإعلام، والخلوة الناجحة برؤاها وأفكارها خاصة مع إطلاق “المجلس الوطني للإعلام” مبادرة صناع مستقبل الإعلام في الإمارات ضمن فرق ولجان متخصصة، هي توجه قوي وقراءة دقيقة تحاكي متطلبات الغد، أكدت نجاح الخلوة التي دعا إليها “المجلس” باستخلاص الأفكار عبر المناقشات الثرية والخبرات التي استعرضت نظرتها وأفكارها التطويرية لتكون النتيجة كفيلة بتوافقات وخطوات تدعم مسيرة ومستقبل القطاع.
صاحب السمو نائب رئيس الدولة أكد خلال الخلوة الثقة بقدرات الإعلام على حماية المكتسبات القيم وتأكيد ريادة الدولة، مؤكداً سموه في الوقت ذاته أن الإعلام الإماراتي الفاعل والمؤثر هو القادر على مواكبة المتغيرات وتحقيق تطلعات الإمارات المستقبلية وتعزيز مكانتها، وخاطب سموه المشاركين بالقول: “أنتم عيال زايد” وأضاف: ” من الشيخ زايد تعلمنا العزم والإصرار على الإنجاز والنجاح وتجاوز كل التحديات لتحقيق كبرى الإنجازات”.
مناقشات الخلوة كانت فرصة لتقييم الأداء والمنظومة الإعلامية بهدف تحسين وتطوير الأعمال باعتماد خطط واستراتيجيات مدروسة وفق خبرة وتوجيهات ومتابعة قيادتنا الرشيدة ودعمها الدائم، وإثراء المناقشات بهدف تأمين كافة الخطوات الموصلة لمستقبل إعلامي يرضي الطموحات ويحقق النتائج التي يتم العمل على تحقيقها، عبر جسور توصل للأهداف استناداً للإنجازات المحققة والتي كانت نتيجة تراكم الجهود والخبرات في سبيل إعلاء شأن القطاع.
المسؤولية كبيرة وإعلاميو الوطن أكدوا خلال الخلوة عزمهم على مضاعفة الجهود، ورفد المساعي بالأفكار الإبداعية، ومواصلة نقل الصورة الحضارية لمجتمع الإمارات الذي بات يعكس الصورة الإنسانية للتعايش بأبهى صورها، والعمل على جعل كافة المنصات الإعلامية بمختلف أنواعها فاعلة لإيصال صوت الوطن إلى جميع أنحاء العالم.. الخلوة محطة جديدة تمد كافة العاملين والمعنيين بالشأن الإعلامي بالحماس والقدرة على مضاعفة الجهود لتكون دائماً عند حسن ظن قيادتنا في خدمة الوطن الغالي.
بقلم: د. عبد الرحمن الشميري