مقالات عن سـمـوه - 19 سبتمبر, 2017
التعليم في رؤية محمد بن راشد
لأن الهم الإنساني وأزمات البشرية ومواجهة تحدياتها وتحقيق آمالها يحتل حيزاً كبيراً من اهتمامات قيادتنا الرشيدة، فقد باتت المبادرات النابعة من الإمارات بلد الحضارة والازدهار، في سبيل الإنسان، تهدف لتحقيق نهضة حقيقية في كل مكان، ولأن الإمارات كانت على الدوام تعمل لصالح الأمة العربية فقد كانت توجهاتها ومبادراتها الهادفة للارتقاء بالإنسان العربي حاضرة ومتواصلة دائماً، فالإيمان الثابت بأن التعليم هو عماد تطور الأمم حاضر بقوة في جميع المبادرات، ومن هنا كانت تصب في هذا المنحى، خاصة أن التعليم يحظى بالأولوية على أجندة المشاريع والبرامج الإنمائية التي تحقق الأهداف الوطنية لشعبنا ولأجياله المتعاقبة وللأمة جمعاء وكافة الشعوب المستهدفة بالتوجهات التي تريدها الإمارات أن تكون رافداً للجميع، عصر النهضة الحقيقي الذي يركز على قوة الأمة الحقيقية وهم الشباب انطلقت شعلته من الإمارات وباتت رائداً عالمياً بمبادراتها العلمية والثقافية التي تركز على بنية العقل العربي ليكون قادراً على مواكبة عصره والاستعداد لمستقبله.
ومن هنا أتى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي سيستفيد منه 50 مليون طالب عربي في مجالات العلوم والرياضيات وتعريب 11 مليون كلمة و5 آلاف فيديو خلال عام واحد، لتكون بذلك منصة عربية للتعليم الإلكتروني تفتح آفاقاً جديدة أمام ملايين الطلاب.
وتأتي هذه المحطة الجديدة لترفد ذات التوجهات الخيرية الداعمة للشباب، وتنضم إلى سابقاتها وقد أكد سموه ذلك بالقول: “أنا مؤمن بالقدرات الاستثنائية للطلاب العرب والتعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي”، ولأن الواقعية هي الأساس فقد عبر سموه عن حقيقة التعليم في الوطن العربي بقوله: “واقع التعليم في العالم العربي لا يرضي أحدًا وندعو جميع المهتمين بالتعليم في الوطن العربي مشاركتنا هذا المشروع الحضاري الدائم”، وأضاف سموه: “نسعى لتوفير مادة علمية قوية في الرياضيات والعلوم لكافة الطلاب العرب.. والمشروع خطوة أولى في طريق طويل لتحسين واقع التعليم العربي”.
فالشباب أصحاب الطاقة ووحدها الأمم الناجحة من أجادت الاستثمار فيه وعملت على تأهيل الكادر البشري المتسلح بالعلوم والقادر على تحمل مسؤولياته الوطنية بعد تمكينه بكل ما يلزم، فنحن في عصر سريع التغيرات، وسره الحقيقي هو بالتطور العلمي الذي يحقق قفزات هائلة في مسار الأمم، ولأننا أصحاب الريادة حيث نصنع التاريخ، فقد بتنا نبعاً يرفد النهضة الحقيقية التي تعلي الإنسان وتمكنه من السير في ركب علمي حقيقي يغني المعرفة ويرتقي بالعقل.
ومن هنا فإن التقدير الذي تعبر عنه قيادتنا لكل مساهمة أو دعم لإنجاز العملية التعليمية التي تعتبر مسؤولية جماعية تتضافر فيها جهود الأهل والأسرة والمراكز التعليمية والوزارات المعنية والقيادة، فإنها تقابل بكل التقدير من قبل كل أم وأب ومدرسة وهيئة تعليمية، اعتزازاً وفخراً بجهود قيادتنا التي لا توفر فرصة لتسخير كل الإمكانات للارتقاء بالعملية التعليمية وفق أرقى الممارسات العالمية.
بقلم: د.عبد الرحمن الشميري