مقابلات مع سـمـوه - 29 مارس, 2010
حوار محمد بن راشد مع قناة "سي ان ان" الإخبارية
وفي ما يلي نص الحوار الذي أدلى به سموه لقناة "سي ان ان" الإخبارية بمناسبة احتضان "ميدان" لأول نسخة من سابق كأس دبي العالمية.
صاحب السمو شكراً جزيلاً لك على وقتك، وأود أن أبدأ عبر سؤالي: من أين بدأت هذه الرؤية؟ وكيف بدأ حلمك بإنشاء "ميدان"؟
كل الناس لديهم أحلام، في أوقات عندما يستيقظ الشخص يعود مجدداً إلى النوم ليكمل حلمه، وهناك شخص يستيقظ وينطلق لتحقيق حلمه عبر العمل والوصول إلى غايته.
تعرفين أننا كنا نقيم سباقات محلية، وبعدها أردت أن أعيد الخيول الأصيلة الرائعة، وأردت أن أعيدها إلى موطنها مجدداً.
بالطبع إذا ذهبت إلى أوروبا فهناك سباقات كلاسيكية، وأيضا هناك سباقات رائعة في أميركا، إضافة إلى سباقات في استراليا واليابان، ولكن في تلك السباقات لا تتلاقى كل أنواع الخيول، فالأوروبيون يميلون إلى البقاء في أوروبا، والأميركيون في أميركا، والأستراليون في استراليا، ونادراً ما يشارك الأوربيون في استراليا، ففكرت لمَ لا نجمع أفضل الخيول في العالم ونأتي بها إلى دبي ونفسح لها المجال لأن تتنافس وتتسابق من أجل أن نحدد من الأفضل بينها، أردت أن أشيد مكاناً في الوسط حيث يلتقي الجميع فيه.
كان حلماً، وأبلغت فريق عملي أنني أريد إنشاء مضمار سباق عالمي المستوى، وبدأت السباقات وكانت سباقات عظيمة، وبدأت بفوز "سيجار"، وبعدها فاز أربع عشرة من أماكن مختلفة، وكانت السباقات تحقق نجاحاً باهراً، وهكذا كانت بداية الرؤية.
أعرف أنه خلال مسيرتك شكلت الخيول أهمية كبيرة بالنسبة لك؟
نعم أعتقد أن الخيول هي جزء من حياتنا اليومية ومن حياة عائلتنا، فسابقاً كنا نعيش في الصحراء والخيل يشكل جزءاً من حياتنا، وأهميته كبيرة بالنسبة لنا، وكلما اقتربنا من الخيل واهتممنا بها، أعطتنا المزيد في المقابل، ولذلك فلأمر يسري في دمي، وعليه نقول إننا نريد أن نعيد الخيول إلى موطنها الأصلي.
إن أولى الخيول العربية جاءت من منطقة "ليوا"، وهي من حيث أتيت أنا أيضاً، وهي ليست منطقة بعيدة من هنا، وبالطبع هي أصل انطلاق الخيول الأصيلة الرائعة التي تتسابق حول العالم، ولهذا قلت إنها يجب أن تعود، وفي الحقيقة فإن الخيول الأصيلة عادت إلى موطنها، وأنا فخور جداً بأن أرى كل هؤلاء الناس هنا، وهم من كل أصقاع الأرض يجتمعون هنا ويشاركون ويتنافسون، وأنا الفائز عندما يحضر الجميع إلى هنا، ولا فرق غداً بين من سيربح ومن سيخسر، فنحن نريد أن نتقاسم الفوز مع الجميع.
أعرف أن كل من يأتي إلى هنا من مدربين وفرسان وملاك الخيول أو مجرد مشاهدين، يأتي وفي ذهنه هدف محدد يريد تحقيقه من حدث "كأس دبي العالمية"، بالنسبة لك ما هو الهدف الأسمى بعد انتهاء السباق؟ وما هي الرسالة التي تريدها؟
إن هدفي وأملي هو أن يستمتع الجميع بوقتهم، هناك الكثير من الناس الذين حضروا خلال نهاية الأسبوع، و"ميدان" هو للخيول وللملاك وللفرسان وللمدربين، إضافة إلى أنه يستقبل الناس الآتين لمشاهدة الحدث.
إن رؤيتك تتخطى إنشاء مضمار للسباق، أليس كذلك؟ إن المشروع يشكل نمط حياة، وهو يضم بيئة للأعمال، وستشيّد فلل سكنية، وكل ذلك في إطار شامل.
نعم أنت محقة، فنحن ننظر إلى "ميدان" كمدينة شاملة، هنا في دبي وفي الإمارات لا نقوم بإعداد مشاريع متفرقة، إنها "نمط حياة" كما ذكرت، فالتخطيط يسمح للناس بالقيام بأعمالهم والترفيه عن أنفسهم والحصول على الخدمات العامة والعيش هنا والتسوق، وكل شيء سيكون مشمولاً في مشروع "ميدان".
أنت تقوم بدورين مختلفين، أولهما كحاكم لدبي، وثانيهما كرياضي من النخبة وبطل عالمي، أي دور يتفوّق على الآخر عندما يكون الخيار؟ تحقيق الحلم كرياضي أو بواقعية إدارة الأمور؟
بالطبع عندما أنظر إلى الأمور من موقعي كحاكم دبي أو رئيس مجلس وزراء الإمارات فإن نظرتي مختلفة، ولكن عندما أنظر الى "ميدان" أنظر إليه كرياضي وماذا أريد من المشروع وماذا يأمل الرياضيون الآخرون منه، ولهذا فإنه مشروع ناجح.