مقابلات مع سـمـوه - 25 يونيو, 2010
مقابلة محمد بن راشد مع قناة "سي. أن. أن"
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أن الإمارات شعب واحد ودولة واحدة يحكمها رئيس واحد. جاء ذلك في مقابلة لسموه مع شبكة (سي. ان. ان) الأمريكية، أبان فيها أن الدولة عازمة على الإقلاع في مرحلة نمو جديدة، وأن الإمارات ستنضم للعملة الخليجية الموحدة متى ما اقتنعت بذلك، وفيما يلي نص المقابلة:
محمد بن راشد: عليك أن تحدد بنفسك المساحة التي تود أن تتحرك فيها. فماذا بوسعك أن تفعل؟ هناك من يملك الرؤية، وهناك من لديه رؤى محدودة، فيرسم إطاراً ضيقاً وآمنا لنفسه ويعمل ضمنه، أما نحن، فرؤيتنا تحتم علينا أن نكون في المرتبة الأولى، سواء في مجال الطيران أو الخيول، إذا ما أحسنت تنفيذ رؤيتك فلا بد من أنك ستحققها.
جون ديفتيريوس: بالعودة إلى فترة الشهرين اللذين تليا أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قمتم بإبرام صفقة لشراء طائرات بقيمة 15 مليار دولار، وبعد ستة أشهر من بدء عملية إعادة الهيكلة، جراء الأزمة المالية هذه، أبرمتم صفقة أخرى بـ 11 مليار دولار، من الواضح سموكم أنكم مهتمون بقطاع الطيران، وتسعون إلى إبراز دبي في هذا المجال، وأنكم تقدمون على ذلك بجرأة وعزم كبيرين.
محمد بن راشد: أعتقد أن الأمر مقرون بالفرص، يجب على الإنسان أن يغتنم الفرص لا أن يضيعها لمصلحة فرص أخرى، وإن قيام طيران الإمارات بإبرام صفقة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يُعزى إلى مسألة اغتنام الفرص، وفي الوقت الحاضر بالطبع - ونتيجة للنمو الذي تشهده المطارات من حيث أعداد المسافرين والسياح - أقدمت طيران الإمارات على هذه الخطوة، ولإفادتك بمزيد من المعلومات، أعتقد أن طيران الإمارات تعتزم إبرام صفقة طائرات جديدة خلال معرض الطيران في فارنبورو.
جون ديفتيريوس: صفقة ضخمة أخرى في يوليو، هل هذا ما تقصد؟
محمد بن راشد : أعتقد أنهم مضطرون لذلك بسبب النمو الكبير، والكبير جداً جداً، الذي ألاحظه في مطارات دبي والإمارات.
جون ديفتيريوس: بالاستماع إليك، يبدو أنك لا تشاطر صندوق النقد الدولي، على سبيل المثال، القلق الذي يساوره إزاء استمرار الركود في دبي والمنطقة ككل.
محمد بن راشد: حسناً، أعتقد أن الركود يسود جميع مناطق العالم، وأنا لا أسميه ركوداً، بل تحدياً، نتعرض كل يوم لتحديات تتعلق بقضايا متعددة، مثل المياه والطعام، كل يوم تحدٍ جديد؛ سوف تكون الحياة مملة من دون تحديات، مهما اختلفت التسميات. دبي وأبوظبي وبقية الإمارات بخير، أنت تعلم، وجميعنا يعلم، أننا نمرّ بمرحلة ركود، لكننا ندرك أن ما نمر به ما هو إلا تحدٍ وإننا نتعامل معه.
جون ديفتيريوس: كيف أعاد الركود العالمي والأزمة المالية التي تواجهها دبي، تحديد العلاقات بين الإمارات في الدولة، ومع أبوظبي على وجه التحديد؟
محمد بن راشد: العلاقة بين دبي وأبوظبي تأتي من حقيقة كون العائلتين الحاكمتين تنحدران من العشيرة نفسها، لذلك نحن عائلة واحدة، والإمارات ليست أبوظبي ودبي فحسب، هناك خمس إمارات أخرى، وجميعنا نعتني ببعضنا بعضاً؛ إننا شعب واحد ودولة واحدة يحكمها رئيس واحد.
جون ديفتيريوس: دعنا نتوقف قليلاً عند هذه النقطة، في أعقاب ما شاهدناه خلال الشهور الستة الماضية، هل ثمة حاجة لمزيد من الدعم الخارجي الإضافي لعملية إعادة الهيكلة التي تحدث حالياً؟
محمد بن راشد: إعادة هيكلة..الشركات تمرّ بمرحلة إعادة هيكلة لأننا أمام عالم جديد، أنا لست قلقاً على هذه الشركات، فهي تمتلك الثروة ومن المؤكد أنها ستنهض وبسرعة، أيضاً العلاقات بين الإمارات جيدة جداً، ويواجهنا تحدٍ الآن بضم الإمارات الأخرى إلى الركب، لتحظى بالانسجام والتوافق نفسيهما بين أبوظبي ودبي.
محمد بن راشد: إن الأمر لا يقتصر على شخصي وحدي، سواء كرئيس مجلس إدارة، أو كحاكم لإمارة دبي، أو كرئيس لمجلس الوزراء؛ فهناك فريق كامل خلفنا. إن الأسوأ قد مر بالفعل، ونحن الآن نتطلع إلى مرحلة جديدة من النمو، ويجب علينا أن نكون مستعدين تماماً لتلك المرحلة، وأن نقتنص الفرصة، وأن نكون في الصدارة للاستفادة من الفرص الجديدة قبل بقية العالم.
إننا عازمون على إكمال كل ما بدأناه، وربما قد تكون هناك حاجة لإرجاء بعض المشاريع - التي نفكر فيها أو لا تزال مخططات على الورق - لفترة ستة أو ثمانية أشهر أو حتى عام، لكننا نسير قدماً في تنفيذ بقية المشاريع.
جون ديفتيريوس: لا يبدو أن الحاجة إلى مزيد من إعادة الهيكلة في المستقبل تشكل لك مصدر قلق حقيقياً. لقد وصلنا إلى قاع الأزمة، فهل تعتقدون أن بالإمكان التحرك نحو المستقبل بعيداً عن أي عراقيل؟
محمد بن راشد: نحن بالفعل نمضي قدماً، فالبنية الأساسية جاهزة، هناك الطرق والجسور والأنفاق، ولسنا في حاجة لبدء تأسيسها من جديد، لذا نحن على أتم الاستعداد لكي ننطلق ببلادنا نحو المستقبل.
جون ديفتيريوس: إذاً، لديكم ميزات تفضيلية من ناحية البنية الأساسية، لكن كيف يمكنكم حماية تلك القطاعات من منافسة دول الجوار، ومنها على سبيل المثال قطر والسعودية، وربما أيضا أبوظبي، التي تمتلك موارد للطاقة لا تتوفر لديكم؟
محمد بن راشد: أبوظبي هي بلادي، وقطر والسعودية دولتان جارتان، وأتمنى لهما كل التوفيق، وأنا على استعداد أن أمد يد العون إذا تسنى لي ذلك، وإذا سألوني فلن أبخل بمساعدتي لهما في النمو، فالمنطقة كلها تحتاج إلى النمو، الذي ليس حكراً على دولة الإمارات العربية المتحدة.
جون ديفتيريوس: تمكنتم من تأسيس مركز تجاري عالمي رابع، بعد أن كان التركيز ينصب فقط على آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بل ساهمتم أيضاً في تحديد معنى منطقة الشرق الأوسط، ولكن هل سيكون هناك توجه أكبر نحو الاتحاد؟
محمد بن راشد: إننا ندرك تماماً أن ميزان القوى في العالم بدأ في التبدل، وعلينا أن نكون مستعدين تماماً لذلك.
جون ديفتيريوس: إنني أنظر إلى السوق شرق أوسطية - وهي سوق تضم 300 مليون نسمة - ومن ثم إلى منطقة دول الخليج، التي تحاول تطبيق العملة الموحدة، فهل أنتم من أنصار العملة الموحدة في هذا السياق؟
محمد بن راشد: اليورو يواجه حالياً مأزقاً حقيقياً، ولقد نظرنا إلى فكرة العملة الخليجية الموحدة، واختارت دولة الإمارات التريث، وقالت: "ربما ليس بعد"، واعتقد أن هذا هو القرار الصائب حتى نكون على يقين كامل، لذا فنحن لن نقدم على أي تغيير في الوقت الراهن، وسوف نقوم بذلك حين نصل إلى قناعة بأن هناك جدوى حقيقية وفائدة ملموسة.
جون ديفتيريوس: إذاً، هل تعتقدون أن استمرار ارتباط العملة الإماراتية بالدولار يخدم مصالح دولة الإمارات؟
محمد بن راشد: نعم، نعم، ونحن لا نزال على ثقتنا في الدولار.