مقالات عن سـمـوه - 13 أبريل, 2017
رؤية وبصيرة رجل يصنع الأمل
عندما ترى شعباً يصل إلى أبعد الحدود في الإبداع، فتأكد أن هناك قيادة حكيمة وراء ذلك، وعندما ترى قائداً لا يملأ قلبه الغرور، فكن على ثقة أن هذا القائد يملك مملكة يملؤها شعب منتج ومبدع إلى أبعد الحدود.
نحن هنا، نتكلم عن دولة الإمارات، التي تتميز بحكام لا يرضون إلا بالمركز الأول في التقدم الحضاري، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، للعالم: «نهضة المجتمعات لا تقوم على الحكومات فقط، بل أيضاً على الشعوب الواعية، والمساهمة بإيجابية في حل تحدياتها الاجتماعية والثقافية».
ما يؤكد ذلك هو الإعلان الذي نشره في حسابه الخاص بطريقة مبتكرة لوظيفة يبحث فيها عن «صانع الأمل».
الأمر ليس بالجديد على ما فعله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من حكمة ورؤية للمستقبل من منظوره، فقد كان سموه على يقين أن المجتمعات تزخر بنماذج عديدة من صناع الأمل الموجودين في العالم المخفي الذين لا يحاولون الظهور في العلانية، ففكر بجذبهم بطريقة مبتكرة إلى الساحة وهذا ليس بجديد على المفاجآت التي لطالما عهدناها من سموه.
ضجت صفحات الإعلام الورقي والرقمي حول العدد الكبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهم يساهمون في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي تطلعاً منهم إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل لتكون خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو تكريس قيم العطاء في العمل التطوعي والإنساني وصناعة الأمل ونشر التفاؤل والإيجابية في العالم العربي.
لعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سلّط الضوء على «صانع الأمل» لما تجتمع فيه خِصال نبيلة للعمل في المجال الخيري، كوجود الضمير الحي وحب العطاء بلا مقابل والتعاون في تقديم الخير للجميع، لما لها طابع التشجيع على العمل الإنساني، وتعزيز شعور العطاء وخلق السعادة الذي له تأثير إيجابي على كافة الأفراد.
لعل أيضاً هذه الدعوة اللافتة للانتباه، هذا التوجه الإنساني، فتحت الفرصة للنفوس الإنسانية المبادرة في العمل التطوعـــي لزرع الأمل وتحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة في الوطن العربي.
ما قام به سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال دعوته، المكنونة بحزمة من الرسائل إلى العالم العربي المحملة بأهمية الوعي بالمسؤولية الإنسانية ومفهوم العمل الخيري، من بينها مخاطبته لأعمق جزء في جسم الإنسان ألا وهو الضمير.
من الفطنةِ أن يبحث الإنسان عن شي ذي جذور قوية، عميقة، والمختزل في أعماق النفس الإنسانية النقية، فيكون صاحبها الأمل لكل مسكين أو محتاج أو مقهور، ويقوم بدوره في بناء الجسم المجتمعي القائم على هدف تحقيق العدالة والسعادة والعيش الكريم لكل من فقد بصيص الأمل في حياته في الوطن العربي.
المعروف عن سموه فتح نوافذ الأمل في عالمنا العربي، الأمر الذي جعل شعب الإمارات أسعد شعب وإن شعوب العالم العربي التي تشعر بأمان وطمأنينة بمجرد سماع اسم قيادتنا النادرة بوجودها في العالم والتي تظهر لشعبها كل يوم مفاجآتها وحبها ودعمها للخير في الوطن العربي، ما يجعلها القدوة المحبة لغرس الخير الساعية دائماً للمراكز الأولى في شتى المجالات.
لنكن جزءاً من صناع الأمل، ولنظهر الخير قدر المستطاع من ذاك الخير غرسته فينا دولة الإمارات، وأقول لكل واحد «بادر.. وكن جزءا من الأمل».
بقلم: اللواء محمد أحمد المري
المصدر: البيان