مقالات عن سـمـوه - 20 مارس, 2017
أسلوب عمل ومنهج حياة
يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للسعادة، وتشارك الإمارات في هذه المناسبة بطريقتها الخاصة ونموذجها الملهم، حيث حرصت الجهات كافة على إبراز جهودها ومبادراتها لإسعاد موظفيها والمتعاملين معها، بما يجسد رؤية قيادة رشيدة جعلت من السعادة أسلوب عمل ومنهج حياة، انطلاقاً من نظرة إيجابية، تستنهض الهمم، وتحشد الطاقات لمواجهة التحديات عبر مختلف مراحل انطلاق المسيرة المباركة على أرض الإمارات.
وعند الحديث عن مفهوم السعادة يتوقف المرء بكثير من الفخر والاعتزاز أمام كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» لفارس المبادرات وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
في هذا الكتاب المرجع والملهم يروي سموه محطات ومواقف من تجارب شخصية وقيادية، صاغت تجربة الإمارات، بداية من تحدي القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، بإيجابية الظروف والتحديات، وطوعا تلك التحديات لينفذا مشاريع عملاقة، مهدت لتأسيس بذور السعادة في وطن أصبح اليوم رمزاً للسعادة، وتصدر شعبه المؤشرات الدولية لأسعد شعوب العالم.
في الكتاب أجاب سموه على ذلك الصحفي الذي اعتقد أن للسعادة مخصصات مالية، ليؤكد له بأن نظرة القيادة لمفهوم السعادة تتمثل في بناء بنية تحتية متطورة ومشاريع وخدمات متقدمة ومبتكرة، تصب جميعها في ذات الهدف والمسار المرسوم لإسعاد سكان الإمارات، ومن يقيم على أرضها وضيوفها.
وفي الكتاب أحد أقوى الأمثلة عن الإيجابية، ينقلها سموه عندما فاجأ مرافقيه بسؤال وهم في رحلة برية عن نظرتهم للصحراء، وبعد أن غادرتهم مفاجأة السؤال قدموا إجابات بأنهم لا يرون غير الفراغ والرمال المحيطة والبيئة القاحلة، فأجابهم بأنه يرى بنظرته الإيجابية للصحراء أنها بيئة الآباء والأجداد ومستودع الثروات، وبأنها ستصبح ركيزة مهمة من ركائز السياحة والاقتصاد الوطني، وقد أصبحت تلك الرؤية الإيجابية بالعمل الدؤوب حقيقة واقعة مع ملايين السياح الذين يتدفقون سنوياً على الإمارات؛ للاستمتاع بمرافقها وتجهيزاتها السياحية المتطورة، وظهرت صناعة سياحية متقدمة رغم الأصوات المحبطة للخبراء المشككين باستحالة قيام شيء له علاقة بالسياحة في منطقة صحراوية جرداء.
تجربة إماراتية ملهمة، هي درس تقدمه الإمارات للعالم انطلاقاً من فكر «السعادة والإيجابية» لما فيه خير العالم بأسره، فقط المطلوب تجاوز اليأس والإحباط و الابتعاد عن الفاشلين.
بقلم: علي العمودي
صحيفة الاتحاد