مقالات عن سـمـوه - 05 مارس, 2017
منك نتعلم الإيجابية
بأسلوب شيق، ولغة مباشرة، ومن قائد موثوق ومسموع الكلمة من شعبه والعرب، ويحظى باحترام قادة العالم وشعوبها، تأتي تأملات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر كتابه الجديد: «تأملات في السعادة والإيجابية».
تأملات مدعّمة بحكايات من قصة تفوق الإمارات ونجاحها؛ حكايات يستمد منها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رأيه في أن الإيجابية مفتاح نهضة الشعوب والأمم، وبلادنا خير دليل.. تأملات تبث فينا طاقة للحياة وإصراراً على تحدي الصعاب والتغيير، فلا شيء صعباً، ولا مستحيلاً، وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع.
من يقرأ الكتاب، يدرك هذه الرؤية العميقة التي يتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فهو في حديثه عن نهضة الإمارات يستدعي حكايات الآباء المؤسسين وإيجابيتهم، ضارباً المثل بمواقف مثل تخضير أبوظبي وتوسعة خور دبي، وغير ذلك من مواقف أثبتت إيجابية الآباء المؤسسين، وتحديهم لكل الظروف والصعاب بإيجابية بلا حدود، كانت وراء نهضة الإمارات التي نراها حالياً، فالروح الإيجابية مغروسة في قلب هذه البلاد.
يطرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كتابه السؤال عن دور القائد والحكومات، وما الذي يتوجب على القائد فعله، وكذلك الحكومات، ليصل إلى الاستخلاص الأهم المتعلق ببث الإيجابية وصناعة السعادة، وهي صناعة تهدف إلى توفير بيئة سعيدة للمواطنين ولغيرهم، وتؤدي دوراً كبيراً في التحفيز والشعور بالإيجابية، وهو الذي يجعل حكومة الإمارات اليوم من أهم حكومات العالم في سعيها لبث السعادة بين الناس عبر كثير من القرارات والإجراءات والمبادرات.
إن ما يقوله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عبر صفحات الكتاب، لافت للانتباه من حيث توقيته، فهو يريد أن يتجاوز الإنسان الأفكار التقليدية حول صعوبة التحديات، ودور الحظ وغير ذلك من تفسيرات معتادة نحو صناعة الأمل القائمة على الإيجابية، والسعي للتغيير وعدم التوقف عند السلبية والشعور بالتشاؤم، ضارباً عشرات الأمثلة عن الإمارات وقدرتها على تجاوز أي طاقة سلبية في الأفكار والآراء والتحديات، نحو تمكين الإمارات من مرتبة عالمية بشهادة الجميع.
ذات تأملات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اتكأت على قصة تفوق الإمارات، التي باتت دولة عالمية عند الحديث عن الوضع في العالم العربي، حيث يسود التشاؤم والشعور بالضعف والعجز، وتفشي الصراعات الدينية والمذهبية، والتراجعات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية، وهموم العرب لا تغيب عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فهو رمز عربي، وعلينا أن نستذكر مبادراته ومداخلاته التي تناولت الهمّ العربي في القمة العالمية للحكومات، ثم بعد ذلك إطلاق سموه مبادرة «صناع الأمل» التي دخلت كل بيت في العالم العربي المنسوب إلى حضارة عظيمة.
يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن وصفة الحل تكمن في تغيير طريقة التفكير والنظرة إلى الأمور عبر التفكير بإيجابية والبحث عن حلول واستئناف الحضارة، وبيننا مئتا مليون شاب عربي، يصفهم سموه بمئتي مليون طاقة إيجابية قادرة على التغيير، كما أن إشارة سموه للحروب مهمة، إذ يقول إن الحروب تهدم البنيان ويمكن إعادة بنائها، لكن المشكلة تتعلق بخلخلة بنية الإنسان العربي، وفقدانه للأمل والشعور بمستقبل، وهذا أخطر بكثير من تأثير الحروب على البنى المادية.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بكل ما يمثله من قيمة عالمية وعربية وإماراتية، يقدم لنا اليوم تأملاته واستخلاصاته المؤيدة بالأدلة ليبثّ فينا الإيجابية، وليقول لكل واحد منّا إن التغيير يبدأ من الفرد، وأن التغيير يحتاج إيجابية وعزماً، وهما سر كل نهضة، ولا يمكن لقارئ هذا الكتاب إلا أن تنساب أفكاره الإيجابية وتتدفق، وهذا دليل آخر على قدرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على التأثير، إذ منه نتعلم الإيجابية.
بقلم: منى بوسمرة
المصدر: البيان