مقالات عن سـمـوه - 21 فبراير, 2017
رؤية وبصيرة لقائد ملهم
في زمن العولمة لم يعد بالإمكان عزل الأحداث جغرافياً أو سياسياً، لذا فإن الخروج من هذا المأزق واجب تفرضه الإنسانية على الجميع، وهذا لن يتحقق إلا من خلال العمل المشترك والمتناغم بين كافة القوى الإقليمية والدولية.
فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال وإن نجاح الإنسان العربي في بناء حضارة في الماضي ، يجعله قادراً من جديد على استئنافها، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال القمة العالمية للحكومات.
فكلمات سموه كانت دعوة تعكس عشق لأمته ورغبته في استعادة دورها الحضاري مجدداً، بعد عقود طويلة غُيبت فيه لأسباب كثيرة، حيث وضع يده على الجرح وكان صريحاً كعادته في تناوله للقضايا الملحة والمصيرية، لأننا في زمن متسارع لن يواكبه من يتخلف عن ركبه، ومن هنا فإنه أكد دعم الموهوبين والمبدعين العرب في كافة المجالات، لكتابة فصل جديد من كتاب قصة الحضارة العربية من خلال الإبداع والابتكار كمشروع عربي من أجل البناء والتطوير لاستئناف الحضارة في منطقتنا.
حيث أن سموه من أفضل وأبرز القادة المؤثرين حول العالم، وهو قائد ملهم ذو بصيرة، يملك الحرص والإصرار على الفوز في سباق المستقبل وحسمه مبكراً عبر استشرافه وتحديد التحديات والعمل على تحويلها إلى فرص كالعادة، وبالتالي تحقيق الريادة في كافة المجالات، وحصد المراكز الأولى في المواقع كافة.
الامارات قدمت خلال القمة العالمية للحكومات، تجارب حية لتنميتها المستدامة وسيادة القانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان، ما ساهم في اختصار المسافات واختزال الزمن، في مسيرة استشراف وصناعة المستقبل، لتكون إمارات الخير اليوم نموذجا ملهما لحكومات المنطقة والعالم أجمع بعنوان جوهره “الإرادة والإدارة والحكم الرشيد والشفافية”.
ويكفي الإمارات أنه كان لديها عند تأسيس الدولة 40 خريجا فقط، في وقت تمتلك اليوم 77 جامعة أكاديمية تضم عشرات الآلاف من الطلبة في أعقد الاختصاصات وأكثرها تطوراً بما فيها علوم الفضاء.
رغم أن عالمنا العربي يزخر بالعقول والمواهب الشابة التي تتسلح بالعلم والمعرفة، وهي الثروة التي لا تنضب، وأساس الحضارة والازدهار واستعادة دور الأمة، جعل الشباب العربي ينظر للإمارات أنها الملهمة والنموذج لصناعة المستقبل، فهي أرض الفرص والسعادة وتحقيق الأحلام.
فاستئناف الحضارة في المنطقة العربية، يعني مواصلة حضارة عريقة يشهد لها العالم، وبدء العمل بها من جديد بعد توقف وانقطاع، للانتقال من التراجع الحضاري إلى التقدم الإنساني عبر الاستناد إلى إرث تاريخي مشرف لمواجهة استحقاقات المستقبل.
ولدينا في عالمنا العربي الإمكانات المطلوبة كافة من كوادر بشرية مؤهلة متعلمة، تملك العوم والإرادة، وتحتاج فقط للقادة الملهمين الذين يحسنون إدارتها وفق الإمكانات المتوافرة كما أكد صاحب السمو نائب رئيس الدولة، كون حسن الإدارة هو المفتاح وكلمة السر التي تحمل في ثناياها التغيير المطلوب وتحقيق الأهداف المنشودة.
وأضاف سموه: “أنا وأخي محمد بن زايد وإخواني لا نرضى بالفساد، ولا نسكت على الخطأ، و مسؤولون أمام الله وأمام شعبنا ولا نرضى بأي تقصير، وقد حقق محمد بن زايد الكثير من الإنجازات في مجال الاستثمار بالعناصر البشرية والمشروع الإماراتي المقبل يستهدف الوصول للمريخ”.
نحن أمام رؤية لقائد طموحه غير محدود، لا يقف عند حد معين، ولا يعرف المستحيل، متفائل دائما، ذو إرادة وعزيمة في كل مجالات الحياة، ولا يرضى إلا بالمركز الأول.
صاحب السمو دائم التأكيد أن: “الإنسان لأخيه الإنسان، يدعم الصديق والرفيق، ومن يدير ظهره لألم أخيه الإنسان لا يستحق شرف الانتماء إلى البشر”.
وقال سموه: أنه تم التركيز على إنشاء مراكز لاستقطاب الموهوبين والمبدعين العرب في المجالات كافة، الأمر الذي يحمل رسالة مهمة تكشف في محتواها عن دور جديد لهم في حماية الحضارة العربية والنهوض بها في المستقبل القريب، على اعتبار أنها مشروع نهضوي عربي يستحق الدعم والتبني.
وكان مقترح استقطاب العقول العربية المهاجرة وتوفير البيئة العلمية والأكاديمية المناسبة لهم للاكتشاف والاختراع والابتكار، أبرز الأفكار الإبداعية التي نستطيع التعويل عليها مستقبلاً، للنهوض بالحضارة العربية مجدداً واستعادة ألقها والتركيز على العلم في التغلب على المفاهيم الهدامة والسعي للبناء والتطوير كمطلب راسخ لاستئناف المد الحضاري في المنطقة التي قدمت للبشرية الكثير.
بقلم: د.عبد الرحمن الشميري
المصدر: صحيفة الوطن