البحث شعبية

أحداث - 27 يوليو, 2013

كلمة محمد بن راشد بمناسبة "يوم زايد للعمل الإنساني"

أيها الأخوة والأخوات، أيها المواطنون الكرام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم أيها الأخوة والأخوات في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه الأيام المباركات وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويجزينا خير الجزاء على الإحسان، كما أحييكم في هذا اليوم الـ 19 من شهر رمضان المبارك الموافق للذكرى التاسعة لوفاة مؤسس الاتحاد ورائد الخير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي أعلناه يوماً إماراتياً للعمل الإنساني، تخليداً لما ما كان يحبه زايد رحمه الله من البذل والعطاء، واستذكاراً لمآثر الخير التي كانت جزءاً رئيسياً من سيرته، ونشراً وترسيخاً لثقافة إنسانية إماراتية وضع لها رحمه الأساس بعمله وبسيرته وبسجيته المحبة للخير والحريصة على منفعة الإنسان أين ما كان.

أيها الأخوة والأخوات، إن يوم العمل الإنساني الإماراتي والذي أعلناه في اجتماع مجلس الوزراء؛ الذي عقدناه بدار الاتحاد في اليوم الوطني الواحد والأربعون، هو محطة سنوية سنتوقف لاستذكار سيرة المؤسس الإنسانية، وترسيخ قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الأجيال الجديدة، والتخطيط لسنة كاملة قادمة من العمل الإنساني الإماراتي ترسيخاً لوضع دولة الإمارات كعاصمة عالمية لعمل الخير، ومحطة دولية رئيسية لإغاثة الملهوف والمحتاج.

المواطنون الكرام.. الإخوة والأخوات، لا يمكن الحديث عن عمل الخير في دولة الإمارات بدون استذكار سيرة رائد العطاء والخير ومؤسس الدولة وباني سيرتها الإنسانية العالمية زايد رحمه الله، فهو المعلم  وهو القدوة الإنسانية ليس فقط لشعب الإمارات بل للكثير من الشعوب في مجال العمل الخيري والإنساني، ولعلّ أهم ما كان يُميز زايد رحمه الله في العمل الإنساني هو أنه جزء أساسي من فطرته وطبيعته وحقيقته، لم يكن زايد رحمه يحب المفاخرة أو المباهاة أو التحدث والتوقف كثيراً عندما كان يقدمه، كان عمل الخير فطرة عنده وكان البذل والعطاء جزء من شخصيته رحمه الله، وجزءً من يومه، ومكون رئيسي في حياته، ولهذا السبب أحبه الناس وقدرته الشعوب وارتفع قدره في القلوب، هي دروس في الإنسانية لنا جميعاً وللأجيال من بعدنا ولكل محب لعمل الخير.

عاشرت زايد وصحبته وتعلمت منه الكثير، كان رحمه الله يحب الناس ويرحمهم وكان يفرح كثيراً إذا رأى الراحة والرضا على وجوه الناس إذا أعطاهم، تبرعاته وعطاياه المعلنة كثيرة، وأكثر منها ما كان تلقائياً وغير معلن، كانت حياته اليومية مليئة بأعمال الخير، هذا هو زايد الذي امتزج حب الخير بنفسه وروحه وأصبح اسمه مرادفاً للزيادة في العطاء والكرم.

أيها الإخوة والأخوات، لا يحتاج زايد لشهادتنا فالله سبحانه وتعالى يعلم ما قدم، وأعماله الخيرية والإنسانية مازالت عنه تتكلم، كان رحمه الله كالفارس كلما سمع استغاثة لباها وكلما رأى كارثة سارع إليها، سيرته في الكثير من الأقطار مازالت حاضرة ومحفورة في حياة الكثير من الشعوب، له وقفات تاريخية لا تنسى مع أبناء فلسطين عبر مشاريع سكنية وتعليمية وصحية وعناية بالمعالم الإسلامية وموقف واضح وصريح من قضية العرب الأولى.

له وقفة إنسانية شهد لها العالم أجمع من المأساة الإنسانية في البوسنة والهرسك، وقفة ضد الظلم مع المستضعفين والمغلوبين عبر مساعدات إنسانية وطبية وسكنية وحتى عسكرية.

ولزايد بصمات وشواهد في كل مكان.. تشهد له المدن التي أقامها في مصر والمغرب وباكستان وغيرها من الدول، وتشهد له المستشفيات والمدارس ودور الأيتام التي أقامها في عشرات الدول الآسيوية والأفريقية.

كان رحمه الله شديد التأثر بالكوارث الطبيعية التي تصيب الشعوب الفقيرة وكانت دولة الإمارات أول المتواجدين في موقع الكارثة لمساعدة الشعوب في الأوقات الحرجة، رسخّت تلك المواقف العظيمة علاقات الإمارات مع الكثير من دول العالم وأكسبتها احترام العالم وتقديره، وأصبحت الدولة محطة إنسانية مهمة عالمية، ولكن الأهم من ذلك كله هو شيء آخر، لقد أحبتنا الكثير من شعوب العالم بسبب زايد رحمه الله.

يمكن بناء علاقة متميزة مع حكومة أخرى وفق مصالح مشتركة، ولكن لا يمكن كسب حب شعوب بأكملها بسهولة، يحتاج ذلك لقائد تاريخي، له نظرة إنسانية واسعة وإحساس كبير بمعاناة واحتياجات الشعوب الأخرى.

أعظم إرث تركه زايد رحمه الله لنا هو محبة الكثير من شعوب العالم لشعب الإمارات، والتقدير والاحترام الذي يحصل عليه أبناء الإمارات أينما ذهبوا، عندما يفاخر الناس بإنجازات نحن نفاخر بزايد، وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نتحدث نحن عن زايد، وعندما يتكلمون عن فعل الخير فيكفينا أننا نمضي على طريق زايد.

واليوم نرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، مستمر على مسيرة والده يمدُ يده لكافة الشعوب، ويُكملُ مسيرة عظيمة ابتدأها زايد رحمه وإخوانه يسابقونه في ذلك وشعب الإمارات يتبعهم ويقتدي بهم ويسابق معهم في عمل الخيرات ولله الحمد والمِنة.

خليفة بن زايد هو امتداد لزايد رحمه الله، يده بالخير معطاءة ونفسه للبذل تواقة وهمته لعمل الخير لا يُدانيها همة ولا يسابقها أحد، هو صاحب القلب الإنساني المرهف واليد البيضاء السبّاقة لكل خير، وبحمد الله ونعمته استطاعت حكومة الإمارات وشعب الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية تطبق أفضل المعايير الإدارية والنظم المالية المتقدمة وذلك بهدف استدامة الخير واستمراريته وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج، بل أكثر من ذلك أنشأنا وزارة للتنمية والتعاون الدولي بهدف تعزيز هذه المساعدات وتطويرها وتوفير الدعم لها والنهوض بقطاع المساعدات الخارجية لمستويات جديدة عبر تعاون دولي وإنساني واسع.

أيها الإخوة والأخوات، أعظم ما نتذكر به زايد وأكبر ما قدم لنا جميعاً هو أنه يبني الإنساني، بنى زايد شعباً متعلماً طموحاً منفتحاً وغرس زايد في هذا الشعب أجمل معاني البذل والعطاء وحب الخير.

أقول لشعب الإمارات: أنتم جميعاً أبناء زايد، أنتم شعب الخير، ودولة الإمارات هي دولة الخير، فحافظوا على عمل الخير واستمروا عليه، نريدها ثقافة وعادة وجزءً أساسي من حياتنا ومن هويتنا في جميع أبناء شعب الإمارات، نريد أن نورثها لأبنائنا ونغرسها في أجيالنا، نريد أن تستمر دولة الإمارات محطة إنسانية للمحتاج والملهوف، لأن هذا هو شكر نِعم الله التي أنعم بها علينا ولن يبقى للإنسان إلا ما قدم من عمل الخير.

وجهنا ليكون يوم 19 رمضان يوماً للعمل الإنساني لأنه ارتبط بذكرى وفاة قائد ورائد العمل الإنساني زايد رحمه الله، ولن يُسعد زايد رحمه الله، شيء أكثر من الاستمرار على سيرته الإنسانية.

سنستمر في إطلاق المبادرات الإنسانية بشكل دائم ولن نتوقف، كلما أعطينا أكثر زادنا الله من نعمه عطاءً واستقراراً وأمناً وأماناً وراحة وحياة كريمة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً وأن يتقبل منا ومنكم عمل الخير ويوفق أبنائنا وإخواننا لكل ما فيه الخير والسداد ومنفعة البلاد والعباد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -  - كلمة محمد بن راشد بمناسبة احتفال الامارات بـ الخبر التالي
03 نوفمبر, 2013

كلمة محمد بن راشد بمناسبة احتفال الامارات بـ "يوم العلَم"