البحث شعبية

مقابلات مع سـمـوه - 01 أبريل, 2008

حوار محمد بن راشد مع طلاب جامعة شينخوا الصينية

وفي ما يلي نص الحوار كاملاً:

الشيخ محمد: يشرفني أن أزور هذه الجامعة الرائعة التي تخرج القيادات الشابة، إذ إنني أقوم بالشيء نفسه في دبي، نستثمر في الإنسان، أُعلم القيادات الشابة وأدربهم لكي يصبحوا قادة حقيقين.

أعرب لكم مرة ثانية عن سعادتي بزيارة جامعتكم والتحدث إليكم، وأنا مستعد الآن لتلقي أسئلتكم.

رئيس الجامعة يرحب بالشيخ محمد

صاحب السمو، أصحاب السعادة، زملائي الطلاب السيدات والسادة،

إنه لشرف عظيم أن أقدم ضيفنا الكبير، صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

إن الإمارات المتحدة تقع جنوب خليج العرب، ويبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة؛ الإمارات تملك ثالث أحتياط من النفط والغاز في العالم، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سُمي حاكماً بدبي ونائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء في يناير العام 2006، إنه لشرف عظيم لنا أن نحصل على فرصة اللقاء المباشر مع صاحب السمو.

إن صاحب السمو يود أن يشاركنا في رؤيته بما يخص التعليم والريادة في الأعمال والإدارة، أتمنى أن تستفيدوا من هذه الفرصة، الرجاء أن تبدأوا بطرح الأسئلة:

سؤال: بصفتكم نائب رئيس دولة ورئيس وزراء، أعتقد أنكم مثقلون بالأعمال والمسؤوليات، سؤالي هو: كيف تحدثون توازناً بين مسؤولياتكم وواجباتكم الحكومية والوجبات الأسرية؟

الشيخ محمد: نحن العرب نتميّز بعلاقاتنا الأسرية الجيدة والقوية، نعيش سوياً، فإذا تمكنت من تنظيم نفسك، ستجد لديك متسعاً من الوقت للقيام بأمور عدة.

نعم، قبل أن أصبح رئيساً للوزراء كنت حاكماً لدبي ومازلت، أجمع بين المنصبين، لكنني قمت ببناء دبي قبل أن أصبح رئيساً للوزراء، وأن تصبح رئيساً للوزراء وحاكماً في آن واحد، يعني مزيداً من العمل والجهد.

يوجد تفاوت بين دبي وأبوظبي وباقي إمارات الاتحاد، لذلك، هدفي ورؤيتي هما تقريب هذه الإمارات مع بعضها بعضاً، ونحن نعطي اهتماماً كبيراً لقطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان.

بالنسبة لي، يعتبر ذلك تحدّياً، وأنا أحب التحدي،.. فأنتم في دراستكم تواجهكم تحديات، وعليكم أن تكونوا قادة، وعندما تكبروا يجب أن تصبحوا الأفضل، هذا هو التحدي الذي يواجهكم في الحياة.

أواجه تحديات بشكل يومي، لكن لا توجد كلمة مستحيل في قاموسي.

سؤال: مساء الخير السيد نائب الرئيس، تسند مناصب مهمة لكثير من الشباب في دولة الإمارات، فما الهدف من اختياركم لأعداد كبيرة من الشباب ليتقلدوا مثل هذه المناصب المهمة وتحمل مثل هذه المسؤوليات الجسام؟

الشيخ محمد: سؤال جيد، لكن كما ترى نحن لا نحتاج أن ننتظر، إننا نعلمهم، أعني، كل الذين تراهم معي الآن تعلموا وتخرجوا في مكتبي، أعلمهم عن طريق المشاهدة والملاحظة، وأتحدث إليهم، وأوضح لهم الأمور عن طريق طرح الأمثلة، وإذا نجحت في ذلك، فسيتبعون أسلوبك ويحذون حذوك، فعلى سبيل المثال، تربطنا علاقات تجارية مع بلدكم منذ عصور، منذ آلاف السنين، وها نحن نعود إليكم.

سأروي لك قصة، هناك مثل في أوروبا "الأفضل أن يقود الأسد الخراف، لا أن تقود الخراف الأسود"، وبينما كنت ألقي محاضرة ذات يوم فكرت بهذا المثل، وقلت: "من قال ذلك؟"، إنه لمثل سيئ (غير صحيح)، أعتقد أنه يتعين على القائد أن يعلم أتباعه كيف يكونون أسوداً مثله، ولحظتها وهنا سيقود الأسد أسوداً.

تلقينا تعليمنا في أفضل الجامعات، وكذلك الحال بالنسبة لأبنائنا، لدينا الخبرة الجيدة في إدارة شؤون دولتنا، هذه إجابة عن سؤالك.

سؤال: صاحب السمو، كما تعلمون أنكم أصبحتم قائداً مهماً جداً في وقت مبكر، فكيف كانت الحياة في تلك الفترة؟

الشيخ محمد: جيد، حسناً، إنني الآن أعمل على تأليف كتاب بعنوان "طفولتي"، وسوف أهديك نسخة منه.

في الحقيقة، أشرف على تعليمي والدي وجدي، وها أنا أتبع مع أبنائي وبناتي الأسلوب نفسه، بالمناسبة، إحدى بناتي ستشارك في الألعاب الأولمبية التي ستقام هنا في بلدكم، ستشارك في لعبة الكاراتيه، وهي تحمل الميدالية الذهبية.

عندما أردت أن أخوض في مجال الخيول، قال لي والدي: "لا، أذهب وتعلم بعض الأمور الخاصة بالطيور والصقور والغزلان، وتعلم ما الذي يجعل أحداً أسرع من الآخر"، بعدها أعطاني الحصان.

لذلك كل ما أقوم به في حياتي يرتكز على ما تعلمته من والدي، فمثلاً، كنت أجلس مع والدي مع بعض الأشخاص الذين يتّسمون بالحكمة، فكان أحدهم يطرح موضوعاً أو يسرد قصة، بهدف تعليمي شيئاً ما، وبعد أسبوع من هذه الجلسة يطرح شخص آخر القصة نفسها، لقد كانوا يريدونني أن أتعلم.

في الواقع، ما تعلمته واكتسبته في المدرسة لا يتجاوز 10% مما تعلمته واكتسبته من مجلس والدي وجدي، فقد تعلمت من المجلس كيف أصبح قائداً ، وكيف أفهم الناس، وكيف أعرف مدى صدق شخص ما ومدى خداعه، وكيف أحكم على الآخرين.

لم تكن حياتي سهلة، بل اتسمت بالقسوة والشظف، لكنهم أرادوا لي أن أنشأ بهذه الطريقة، يجعلونك تعيش صعوبة الحياة، كي تصبح في نهاية المطاف قائداً.

سؤال: إذاً لابد أنك استمتعت كثيراً بتلك الحياة؟

الشيخ محمد: (يضحك)؛ ليس في كل الأوقات، عليك أن تتحمل قسوة الحياة ومعاناتها، إن تجلس على كرسي لفترة طويلة، تجد نفسك بحاجة لأن تقوم وتتمشى، لهذا السبب، عندما استرجع ذاكرتي، واستحضر تلك الأيام، أشعر بالمتعة، لكنها كانت حياة صعبة قاسية بحق، وأحياناً كنت أسأل نفسيي: "لماذا يفعل أبي ذلك بي؟". كانت حياة صعبة.

سؤال: السيد نائب الرئيس، ماذا فعلت حكومة الإمارات لتشجيع الريادة في الأعمال؟

الشيخ محمد: سؤال جيد جداً، ومن أجل ذلك أنا هنا كما قلت آنفاً، إننا نستثمر في الإنسان، الإنسان بالنسبة لنا هو كل شيء وليست المشاريع، نستثمر في الشباب أولاً.

إن استثمارنا في الإنسان ليس في دولة الإمارات فحسب، يسرني أن أخبرك بأننا قمنا في العام الماضي بإطلاق مبادرة بوقف خاص بلغ 10 مليارات دولار أمريكي، من أجل الوصول إلى الطلاب في الدول الفقيرة، إن مساعدتنا لا تقتصر على العرب والمسلمين فحسب، بل نتعامل مع الفقراء كفقراء، بعيداً عن المعتقدات والجنسيات، لأنك إذا أطعمت الفقراء سيجوعون مرة أخرى، ولكن إذا علمتهم فإنهم سيتحملون مسؤولياتهم بأنفسهم. إننا عندما نحصل على شيء نتقاسمه مع الآخرين.

أكثر من نصف السكان عندنا هم من الشباب، من فئة 25 سنة، نحن نملك شعباً شاباً يود التعلم.

سؤال: السيد نائب الرئيس، نعلم أنه في كل عام تبعث دولة الإمارات الكثير من الطلبة لمتابعة دراستهم العليا في الدول الغربية، فهل تفكرون في إرسالهم إلى الصين الآن؟

الشيخ محمد: كانت تربطنا بكم علاقات تجارية في الماضي، بعدها توجهنا إلى الغرب، والآن ها نحن نعود إليكم مرة أخرى، يشرفنا إرسال بعض طلبتنا للدراسة في جامعاتكم، لكننا في الوقت نفسه نتشرف باستقبال طلبتكم في جامعات دولة الإمارات أيضاً. لقد اتبعنا الأسلوب نفسه مع الأمريكان، فتراهم الآن يفدون إلى دولة الإمارات ويتابعون دراساتهم في جامعاتها، ونحن بالمقابل نرسل بعض طلبتنا لمتابعة دراساتهم في الجامعات الأمريكية، لذلك لا نحب أن نأتي إلى هنا فحسب، بل نريدكم أن تأتوا إلينا أيضاً، وأن تدرسوا في جامعاتنا، وسنعلم طلابكم كيف يصبحون قادة.

سؤال: ما الجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة الدول الأخرى؟

الشيخ محمد: إننا نقدم مساعدات لكثير من الشعوب الفقيرة، وأعتقد أن دولة الإمارات رائدة في هذا المجال بمنطقة الشرق الأوسط، وتتوزع هذه المساعدات على مجالات كثيرة، وعندما تحدث أزمات ترى دولة الإمارات قبل الصليب الأحمر أو أية جهة أخرى هناك، إننا نحب مساعدة الناس الآخرين، هذه طبيعتنا، نحن نساعد في إفريقيا وغيرها من المناطق وفي أي منطقة تواجه أزمة نحن نحب أن نقدم العون.

سؤال: هل ستكونون هنا خلال انطلاق الألعاب الأولمبية في بكين؟

الشيخ محمد: أتمنى لكم التوفيق. أعتقد أن بكين مدينة مؤهلة للقيام بذلك، وسوف أكون هنا، لأن ابنتي ستشارك في الألعاب الأولمبية، وبالتأكيد ستصطحبني معها أيضاً.
 
شكراً لكم.. إنني أعني ما قلته بأنني أحب أن أرى بعض الطلبة الصينيين يدرسون في بلدي.

أشكركم جزيل الشكر

 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -  - حديث محمد بن راشد لوكالة أنباء الامارت بمناسبة معرض الخبر التالي
21 فبراير, 2009

حديث محمد بن راشد لوكالة أنباء الامارت بمناسبة معرض "آيدكس" 2009