البحث شعبية

مقابلات مع سـمـوه - 21 فبراير, 2009

حديث محمد بن راشد لوكالة أنباء الامارت بمناسبة معرض "آيدكس" 2009

وفي ما يلي نص الحديث الذي أدلى به سموه لوكالة أنباء الامارات بمناسبة معرض آيدكس بأبوظبي:

سؤال: حققت دولة الإمارات شهرة عالمية في إقامة وتنظيم معارض الدفاع والطيران، واكتسبت هذه المكانة الرفيعة لنجاحها في استضافة معرضي آيدكس ودبي للطيران، ما هي العوامل التي آتاحت للدولة مثل هذا النجاح الكبير؟

جواب: إن صناعة المعارض بكافة تخصصاتها ومجالاتها ترتكز على عدة عوامل مساعدة، لضمان نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المعارض خاصة الكبيرة والعالمية منها.

ودولتنا هي من دول المنطقة التي أسست لصناعة مثل هذه المعارض والتظاهرات الاقتصادية والسياحية والتكنولوجية والرياضية، وغيرها، من خلال انشاء بنية تحتية متكاملة، وذات مواصفات عالمية جاذبة، إلى جانب التسهيلات الحكومية المميزة والكوادر الوطنية المدربة، والتي أصبحت تتمتع بخبرة طويلة وتجربة ناجحة في تنظيم وإدارة وتشغيل المعارض الكبرى، التي تستضيفها دولة الإمارات، سواء لجهة معرض آيدكس أبوظبي أو معرض دبي للطيران ومعارض أخرى معروفة عالميا.

وتتوّج كل هذه المقومات والامكانات المتوفرة في بلادنا لاستضافة وتنظيم أكبر المعارض العالمية، سياسة الانفتاح الاقتصادي والأسواق المفتوحة التي تستقطب المستثمرين والشركات العالمية ورجال الأعمال، الذين يجدون في الإمارات الأمن والاستقرار وقوانين مالية وتجارية مرنة، ناهيك عن كونها مركز تسويق وانطلاق نحو أسواق دول المنطقة كافة.

سؤال: كيف تنظرون سموكم إلى أهمية معرض أبوظبي الدولي للدفاع 2009 المقرر انعقاده في الفترة من 22 إلى 26 فبراير 2009؟

جواب: نحن نفتخر بالنجاح الكبير والإقبال المتزايد للشركات والدول الصناعية الكبرى على معرض أبوظبي للدفاع "آيدكس"، الذي حقق شهرة واسعة في أوساط مصنعي ومنتجي مختلف المعدات والأسلحة العسكرية التقليدية، ما جعل هذه الأوساط، سواء على مستوى دول أو شركات، تأتي إلى دولتنا وفي جعبتها أحدث وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في العالم، لتعرضه لأول مرة في "آيدكس"، وهذا بالطبع نتيجة الثقة في سوق الإمارات ومؤسساتها وأبنائها.

إن المعرض في حد ذاته ليس هدفاً، بل هو وسيلة من وسائل الترويج لدولتنا ومؤسساتها، وهو يشكل فرصة للآخرين، خاصة الأجانب، لزيارة بلادنا، والتعرف إلى انجازاتنا ومكتسباتنا الحضارية وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية النبيلة، فهذا في حد ذاته مكسب لنا كقيادة وشعب الإمارات، الذي تتاح له أيضاً فرصة الاحتكاك مع ثقافات أخرى وأناس من انتماءات مختلفة، فيستفيد ويكتسب خبرة عملية وثقافية، وتزيد معارفه حتى يتمكن من توظيف ما اكتسبه من هذه المعارف والأفكار الجديدة في خدمة نفسه ووطنه والمؤسسة التي ينتسب إليها.

سؤال: ما هي استعداداتكم لاستضافة معرض دبي الدولي للطيران 2010؟

جواب: إن استضافة دبي لمعرض الطيران الدولي باتت أمراً عادياً بالنسبة للكوادر الوطنية التي تشرف على تنظيمه وإداراته، فهي قادرة وبكل ثقة على التعامل مع هذا الحدث بكفاءة عالية مهما زاد عدد المشاركين أو تضاعف، فالثقة بالنفس وبالقدرات أمر رئيسي للنجاح، فنحن والحمد لله نجحنا في ترسيخ وتطوير هذا المعرض، حتى أضحى من المعارض العالمية المتخصصة التي يشار لها بالبنان، فاستعداداتنا للدورة المقبلة 2010 لم تتغير، لأنها قائمة أصلاً ومؤسساتنا وشبابنا جاهزون بانتظار الحدث.

ونأمل أن نرى في معرض دبي الدولي للطيران وجوهاً جديدة من الدول والشركات المتخصصة في صناعة الطيران والنقل الجوي، حتى تطلع الجهات المعنية ورجال الأعمال هنا وفي دول المنطقة على كل ما هو جديد وحديث في عالم الطيران، من تكنولوجيا وأجهزة ومعدات مطارات، وغيرها.

ونحن واثقون من استقطاب هذا الحدث التجاري السياحي العالمي لشركات ومصنعين جدد، وهذا سيشكل تحدياً إضافياً للقائمين على المعرض، لاستقبال ضيوف الإمارات وتوفير كل ما يلزم من تسهيلات ودعم لوجستي، كي يشعروا بالراحة والاطمئنان، ويعودوا إلى بلادهم بانطباعات وذكريات طيبة وجميلة عن بلادنا وشعبنا وثقافتنا.

سؤال: يعتقد بعض الخبراء أن إقامة المعارض الدفاعية في دولة الإمارات العربية المتحدة هي بمثابة دعوة للتسلح وتشجع على زيادة الإنفاق على شراء الأسلحة  ما هو تعليق سموكم؟

جواب: لا أعتقد أن المسافات والأماكن تمنع من يريد التسلح من دول المنطقة، فالاتصال بين الدول والمنتج والمستهلك أسرع من سرعة الصوت، وليس هناك حواجز بين المشتري والبائع حتى تحل المعارض الدفاعية محل الانترنت والهاتف المحمول، وغيرها من وسائل الاتصال والتواصل المتطورة،  فالمعارض في دولة الإمارات ما هي إلا وسيلة للتعارف والتعرف إلى تقنيات العصر، ولا نسعى من خلال استضافة بلادنا لمثل هذه التجمعات الاقتصادية والتجارية إلى تشجيع أحد على أن يشتري السلاح وغيره، ولا يمكن لأية دولة أن تأتي وتشتري السلاح مباشرة من المعرض أو من دون أن تكون بحاجة إلى مستلزمات دفاعية أو مدنية، هذا علماً بأن معرض دبي الدولي للطيران تحول بنسبة سبعين إلى ثمانين بالمئة إلى معرض مدني، حيث المعدات والأجهزة والطائرات المعروضة مدنية بامتياز، وتشكل الجزء الأكبر من صفقات المعرض.

وبالنسبة لمعرض دبي للطيران ومعرض أبوظبي للدفاع، فهما حدثان تجاريان وسياحيان، ولا يهدفان إلى جر أية دولة أو تحفيزها على التسلح، لأنهما يستقطبان السياح والشركات ورجال الأعمال والرسميين من الدول، وهذا يعتبر بالنسبة لقطاعنا الاقتصادي والقطاعات الأخرى، كالسياحة والخدمات، وسيلة للازدهار والنشاط، ودافعاً للحركة السوقية الى الحيوية، وهو ما يسهم إلى حد كبير في إنعاش الأسواق المحلية.

سؤال: هل أنتم راضون عن مستوى التعاون والتنسيق الدفاعي لدول الخليج العربية؟

جواب: نحن في دول منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا نهدف الى التركيز على التنسيق الدفاعي والأمني في ما بيننا فحسب، فالاقتصاد والروابط الاجتماعية والتاريخ المشترك هي الأساس لإقامة وتأسيس المجلس، الذي ليس في أجندته أي توجه لمعاداة أحد اقليمياً أو دولياً، فالسلام والاستقرار في المنطقة والعالم هما محور سياسة دول المجلس، ولسنا في وارد بناء جيوش عاتية مجهزة للهجوم أو الاعتداء أو الحروب.

ومن هنا، فالأولوية لحماية استقلال وحدود ومقدرات دولنا، والحفاظ على أمن ووحدة شعوبنا بعيداً عن عبث العابثين أو الطامعين والتنمية الاجتماعية والتعليمية والبشرية والاقتصادية، كلها خطط وبرامج رئيسية تحتل رأس هرم أولويات دولنا.

أما عن التنسيق الدفاعي والأمني بين الدول الأعضاء، فهو قائم ويتطور حسب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة والعالم، وقيادات دولنا راضية عن مستوى هذا التنسيق، الذي يهدف إلى حماية أمن شعوبنا واستقلال دولنا والحفاظ على استمرار السلام والاستقرار، والعمل على تعزيز مفهوم التعايش والحوار السلمي لحل المشكلات والخلافات بين دول المنطقة إن وجدت.

سؤال: هل تعتقدون أن الدول العربية مهيأة لإقامة صناعات دفاعية مشتركة تلبي احتياجاتها الدفاعية وتقلل من اعتمادها على المصادر الأجنبية؟

جواب: دولنا العربية للأسف لم توفق حتى اللحظة في تحقيق أي حلم من أحلام أو تطلعات شعوبها، فهي لم تستطع حتى الآن الوصول إلى تفاهم مشترك من أجل إنشاء السوق العربية المشتركة، فكيف لها أن تبني صناعات دفاعية، أو غيرها، في غياب الأرضية والرؤية المشتركة ولو في حدها الأدنى. فالوحدة الاقتصادية العربية هي مفتاح الحلول لكافة مشكلات شعوبنا المعيشية والاجتماعية والأمنية، وغيرها، وأوروبا لم توحد دولها سياسياً أو عسكرياً إلا بعد وحدتها الاقتصادية، وإقامة السوق الأوروبية المشتركة واتحاد الدول الأوروبية، وما إلى ذلك من التجمعات على غير صعيد وفي مختلف الميادين.

نأمل أن يكون للعرب قوة اقتصادية تستطيع المنافسة، وتحقيق الحلم العربي، ولو على مستوى اقتصادي.

 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -  - تصريح محمد بن راشد لوكالة الخبر التالي
30 مارس, 2009

تصريح محمد بن راشد لوكالة "نوفستي" الروسية للأنباء