البحث شعبية

أهلاً رمضان

أقبلْ كأجمَلَ ما يكونُ المَوعِدُ
وأنشرْ ضياءَكَ للأنامْ لِيَهتدوا
رمضانُ ياشهرَ العبادةِ والتُّقىَ
لاقَتكَ أرواحٌ بنوركَ تشهدُ
بِكَ أنزَلَ اللهُ الكتابَ مُبارَكاً
آياتُهُ أنوارها تَتَجَدَّدُ
غارٌ بهِ الهادي محمدُ أوحداً
يأتي لهُ مَلَكٌ هُداهُ مؤكَّدُ
لَمَّا أتىَ جبريلُ بالآيِ الذي
حمَلَ البلاغَة جذوةً تتوقَّدُ
ويقولُ إقرَأ يا محمدُ بإسمِهِ
رَبِّي ورَبُّكَ منْ يُطاعُ ويُعبَدُ
وبهِ تحدَّىَ اللهُ أربابَ النُّهىَ
في أنْ يجيئَ بمثلهِ منْ ألحدوا
نورٌ سماويٌّ يشعُّ هدايَةً
يفنىَ الزمانُ وعلمهُ لا ينْفَدُ
لايبلغُ الفصَحاءُ منْ إعجازهِ
لوْ آيةً عجزوا وعنهُ تَبَلَّدوا
ما الأمرُ هذا أيُّ قصَّةِ فتنةٍ
حَلَّتْ تقومُ لها قُرَيشُ وتقعُدُ
ويُحَرِّكُ النَّبَأُ العظيمُ سُؤالَهمْ
ماذا يريدُ بما يقولُ محمدُ
أيريدُ مُلكاً سوفَ نعقِدُ تاجهُ
ولهُ الزَّعامةُ والمَقامُ الأمجَدُ
أمْ أنَّها إمرأةٌ نُزوِّجها لهُ
أمْ شاءَ مالاً فالدَّراهمُ توجَدُ
أوْ ما بهِ مرَضٌ فإنَّ علاجَهُ
ما يبتغي حيثُ الأطبَّأ تُقصَدُ
وليتركِ الدَّعوىَ التي يدعوا بها
ولعمِّهِ بجميعِ ذلكَ حَدَّدوا
لمْ يَرضَ ما عرضوا ولمْ يأبهْ بهمْ
فتبادروهُ وحاصروهُ وهدَّدوا
في دارِ ندوتهمْ وفي أسواقهمْ
صخَبٌ وتسفيهٌ وحقدٌ أسوَدُ
يتآمَرونَ عليهِ شارَكَ جَمعَهمْ
إبليسُ يَفْصِلُ في الحَديثِ ويَشهَدُ
جَحدوا الهُدىَ وتصايحوا لدمارهِ
في كُلِّ زاويةٍ جموعٌ تُحشَدُ
والرأيُ كانَ بحبسهِ أو قَتلهِ
والقتلُ حَلُّ الظالمينَ الأوحَدُ
منْ أربعينَ قبيلةٍ قُرَشيَّةٍ
جمعوا لهُ فرسانهمْ وتَرَصَّدوا
بيضُ السُّيوفِ تريدُ شخصاً واحداً
منْ بعدِهِ النَّورُ المباركُ يخمدُ
واللهُ مُكملُ نورهِ ومُتِمِّهِ
والنَّصرُ منْ رَبِّ الخلائقِ يُعقَدُ
أنجاهُ خالقهُ وهاجرَ وإهتدتْ
بهداهُ أمَّتهُ وطابَ الموردُ
رمضانُ هذي ذكرياتٌ هِجْتَها
إنِّي بوجهكَ حينَ تُقبِلُ أسعَدُ 
 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - أهلاً رمضان